لكثرة انشغالات اللبنانيين بكافة أنواع التطورات، لم يتنبَّه كثيرون منهم إلى اليوم العالمي للمياه، الذي مرَّ يوم الأربعاء الفائت الواقع في 22 آذار، وهذا اليوم تحتفل به الأمم المتحدة كل سنة، وكان البدء بالإحتفال به تمَّ خلال مؤتمر البيئة والتنمية الذي عُقد في البرازيل منذ ربع قرن.
الغاية من هذا اليوم هو نشر الوعي في العالم حول أهمية المياه، بعدما بدأت الدول المتقدمة والصناعية ترتاب من الإستخدامات السيئة للمياه، ومن شأن الإستمرار بهذا الإستخدام السيئ، التسبب بإحداث أوبئة عالمية تصعب السيطرة عليها، وقد ازدادت هذه المخاوف بعد صدور أرقام ومعطيات مخيفة، ومن أبرزها:
80 في المئة من المياه المستخدمة تعود إلى البيئة وإلى الطبيعة من دون معالجة، فالإنسان يستخدم المياه ثم يردّها وسخة إلى البيئة والطبيعة.
مليار ونصف مليار إنسان يحصلون على مياه الشرب من مصادر ملوثة، إما بفضلات الطعام وإما من المياه الآسنة.
وهذه الأرقام تؤشر إلى أنَّ نسبة الوفيات من الإسهال المعدي الحاد سببها المياه غير النظيفة وغير الصحية.
معطيات وأرقام نضعها بتصرف وزير البيئة طارق الخطيب للأسباب التالية:
إقترب موسم البحر، فهل بحرنا نظيف؟
ماذا عن نفايات الكوستابرافا التي بدأت تتحلل وتذهب عصاراتها إلى المياه؟
ماذا عن نفايات مكب برج حمود التي خَفُتَ الحديث عنها ولم يعد هناك كلام حيالها، مع أنَّ الروائح المنبعثة منها تخنق الأنفاس، وعصاراتها تذهب إلى البحر؟
ماذا عن مكب ومصب نهر الغدير الذي يحمل من النفايات والمجارير أكثر مما يحمل من المياه؟
ماذا عن المرامل والمقالع والكسارات التي تذهب ترسباتها إلى مياه الينابيع والآبار؟
ماذا عن تمديدات المياه الصدئة التي باتت بحاجة إلى تغيير أو على الأقل صيانة؟
معالي الوزير، من أين يشرب المواطن؟
وأين يسبح؟
وبماذا نعِد السائح والمغترب إذا أتيا هذا الصيف؟
نقول هذا الكلام مع علمنا الأكيد أنَّ الملف أكبر من طاقة وزير البيئة الآتي من عالم الحقوق وليس من عالم البيئة، لكنَّه من منطقة عانت الأمرَّين من جراء مطمر الناعمة والملوِّثات في منطقة ساحل الشوف، فهل سيرفع الصوت للإعلان عن حالة طوارئ بيئية؟
أم أنَّ المسألة ستتوقف عند هذا الحد من ترك المجتمع الأهلي يصرخ؟
كل ما نعرفه، إنطلاقاً من سوابق بيئية أنَّ الخطر البيئي داهِم وآتٍ، فهناك شبه استعصاء عن معالجة الملفات البيئية للبنانيين، فكيف لملفات أكثر من مليونَي نازح سوري أن تتم معالجتها؟
مرَّ يوم المياه العالمي مرور غير الكرام في لبنان، فلا مياه إلا في الصهاريج، وإذا وُجِدَت خارجها فإنّها غير مطابقة.